للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لخطبته معنى، ولأخذ السامع منها عبرة، وحصل منها فائدة.

ومن ذلك: أن بعضهم يريد أن يصلح الدنيا كلها بخطبة واحدة، فلا يخاطب الناس على قدر عقولهم، ولا يكلمهم على مقتضى أحوالهم، ولا يسير بهم في طريق الصلاح خطوة خطوة، بل يريد أن يبلغوا الكمال بقفزة واحدة» (١).

وعلى الخطيب أن يجتنب التكلف في الإلقاء، والتشدق في الألفاظ، وخير الإلقاء ما كان طبيعيًا لا تكلف فيه، والرسول صلى الله عليه وسلم كره المتشدقين وذمهم، وكذلك يبتعد عن التمطيط، وتلحين الخطبة والترنم فيها. قال النووي: يستحب كون الخطبة فصيحة، بليغة، مرتبة، مبينة من غير تمطيط، ولا تقعير (٢).

وقال البغوي: «ولا يمد الكلمات مدًا يجاوز الحد، ويحترز عن التغني وتقطيع الكلام» (٣).

«وعلى الخطيب أن يَتَذَكَّرَ أنه يقوم مقام الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتكلم بلسان الشرع، وأن عليه أن يبين حكم الله فقط لا آراءه هو وخطرات ذهنه، ويحرص على رضا الله وحده لا على رضا الناس، ولا يتزلف إلى أحد، ولا يجعل الخطبة وسيلة إلى الدنيا وسببًا للقبول عند أهلها» (٤).

وعليه أن يبتعد عن الخلافات الفقهية، ويقتصر على المسائل


(١) فصول إسلامية، للشيخ علي الطنطاوي (ص: ١٠١)، بتصرف.
(٢) المجموع (٤/ ٣٥٨).
(٣) التهذيب (٢/ ٣٤٢).
(٤) فصول إسلامية، للشيخ علي الطنطاوي (ص: ١٠٣) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>