للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غيره بالإمامة لقوله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَؤُمَّنَّ الرَّجُلَ فِي أَهْلِهِ، وَلَا فِي سُلْطَانِهِ» (١).

«ومن الصفات التي يستحب توفرها في الإمام، ولا سيَّما إن كان هو الخطيب: أن يكون عالمًا بالعقائد الصحيحة وأمور الإيمان حتى لا يزيغ ويضلل الناس، وعلى علم ومعرفة بالأحكام الفقهية كي يصحح العبادات، ويجيب عن أسئلة المأمومين، عارفًا باللغة العربية كي يؤلف الكلام البليغ والموعظة الحسنة، وأن يكون نبيهًا فطنًا، وجيهًا، تهابه القلوب، وتجله العيون، صالحًا، تقيًا، مهذبًا، ورعًا، قنوعًا، زاهدًا، غير مجاهر بمعصية، يفعل ما يقول، فذلك أدعى إلى قبول الموعظة منه والإرشاد» (٢)؛ وألَّا يأخذَ أجرًا على إمامته، ولا يقصد به الرزق الذي يؤخذ من بيت المال، ويحسن إلى جماعة مسجده قدر المستطاع، ويتفقد أحوالهم، ويجتهد في التأليف بينهم.

ومن واجبات الإمام ومسؤولياته: أن يتحرى إتمام الصلاة وعدم إنقاص شيء منها. روى ابن ماجه في سننه من حديث عقبة بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَمَّ النَّاسَ فَأَصَابَ، فَالصَّلَاةُ لَهُ وَلَهُمْ، وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْ ذاَلِكَ شَيْئًا، فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ» (٣).

وليحرص أن تكون صلاته مثل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان أخف الناس صلاة في تمام. روى البخاري ومسلم من حديث أنس رضي الله عنه


(١) صحيح مسلم برقم (٦٧٣).
(٢) المسجد في الإسلام، لخير الدين وانلي (ص: ٩٤) بتصرف.
(٣) برقم (٩٨٣)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (١/ ١٦٢) برقم (٨٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>