ومن حقوقهم: الصلاة عليهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها فإن الله جعل لهم حقًا في الخمس، والفيء، وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصلاة على آل محمد صلى الله عليه وسلم حق لهم عند المسلمين، وذلك سبب لرحمة الله تعالى لهم بهذا السبب (١).
قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: ٥٦]. وقد تقدم حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن حقوقهم: ما تقدم أن الله جعل لهم حقًا في الخمس، والفيء، قال تعالى:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}[الأنفال: ٤١]. وقال تعالى:{مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}[الحشر: ٧].
فالله تعالى لما حَرَّمَ الصدقة على آل محمد تطهيرًا لهم، عوَّضهم بما يغنيهم من خمس الغنائم، ومن الفيء الذي جُعل منه رزق محمد، حيث قال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه أحمد في مسنده من حديث ابن عمر: «بُعِثْتُ بِالسَّيفِ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمحِي، وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ
(١) مجموع الفتاوى (٣/ ٤٠٧)، ومنهاج السنة (٤/ ٦٠٦).