للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد والنعمة لك (١).

والذي عليه جمهور العلماء، أن الجهر بالتلبية خاص بالرجال، ونقل ابن عبدالبر الإجماع على ذلك، فقال: «وأجمع العلماء على أن السنة في المرأة ألَّا ترفع صوتها، وإنما عليها أن تسمع نفسها» (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «والمرأة ترفع صوتها بحيث تسمع رفيقتها، وعليه يُحمل فعل عائشة -رضي الله عنها-» (٣).

والتلبية من لبى بمعنى أجاب، فلفظة لبيك مثناة على قول سيبويه، والجمهور تثبتها للتكثير، أي إجابة لك بعد إجابة، أو إجابة لازمة (٤).

وقد وردت الأحاديث في فضلها، فروى الترمذي في سننه من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا» (٥).

وروى الترمذي في سننه من حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أَنّ


(١). (٤١/ ٢٢١) برقم ٢٤٦٩٠، وقال محققوه: حديث صحيح وأصله في البخاري.
(٢). التمهيد (١٧/ ٢٤٢).
(٣). الفتاوى (٢٦/ ١١٥).
(٤). الموسوعة الكويتية (١٣/ ٢٦١).
(٥). برقم ٨٢٨ وصححه الألباني -رحمه الله- في صحيح سنن الترمذي (١/ ٢٤٩) برقم ٦٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>