للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد استثنى العلماء من ذلك المجاهد في سبيل الله، أو السفر للدعوة إلى الله، أو لعلاج مرض، لا يتوفر إلا ببلادهم، أو السفر لدراسة لا يمكن الحصول عليها في بلاد المسلمين؛ أو للتجارة وكل ذلك مشروط بأن يكون مظهرًا لدينه، عالمًا بما أوجب الله عليه، قوي الإِيمان بالله، قادرًا على إقامة شعائره، مع أمن الفتنة، وللضرورة أحكامها.

(ثانيًا): كثرة المغريات والفتن الداعية إلى ارتكاب الفواحش والمحرمات، وخاصة فتنة النساء.

روى مسلم في صحيحه من حديث أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِي النَّاسِ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» (١).

وقال أيضًا: «فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ» (٢).

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: «السفر إلى البلاد التي فيها الكفر والضلال والحرية وانتشار الفساد من الزنا وشرب الخمر، وأنواع الكفر والضلال، فيه خطر كبير وعظيم على الرجل والمرأة، وكم من صالح سافر ورجع فاسدًا، وكم من مسلم رجع كافرًا، وخطر السفر عظيم؛ والواجب الحذر من السفر لبلادهم لا في شهر العسل ولا في غيره» (٣).اهـ.

(ثالثًا): إضاعة الوقت فيما لا يرضي الله عز وجل، وهذا الوقت كما تقدم سيسأل عنه العبد يوم القيامة.

(رابعًا): إضاعة المال الكثير في غير فائدة، وإنما في الشهوات والملذات، قال تعالى: {إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: ٢٧].


(١) صحيح مسلم برقم (٢٧٤١).
(٢) صحيح مسلم برقم (٢٧٤٢).
(٣) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (٢/ ١٩٥) للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>