للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كهانة ولا سحر؛ ثم تلا عليهم ما سمع منه إلى قوله: {مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} وأمسكت بفيه وناشدته بالرحم أن يكف، وقد علمتم أن محمدًا إذا قال شيئًا لم يكذب، فوالله، لقد خفت أن ينزل بكم العذاب؛ يعني الصاعقة» (١).

فهذه القصة تدل على أن عتبة عرف أن ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - الحق، لكنه استكبر عن قبوله وأعرض عنه، فقُتل يوم بدرٍ كافرًا، نعوذ بالله من خاتمة السوء.

المثال الثاني: ما رواه مسلم في صحيحه من حديث سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أن رجلًا أكل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بشماله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كُلْ بِيَمِينِكَ»، فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: «لَا اسْتَطَعْتَ»، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ (٢).

فهذا الرجل تكبر على أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت عاقبته أن شُلت يده.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١). سيرة ابن هشام (١/ ٣٢١ - ٣٢٢) قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: هذه القصة أخرجها ابن إسحاق في المغازي (١/ ١٨٥) من سيرة ابن هشام، بسند حسن عن محمد ابن كعب القرظي مرسلًا، ووصله عبد بن حميد وأبو يعلى البغوي من طريق أخرى من حديث جابر -رضي الله عنه- كما في تفسير ابن كثير -رحمه الله- (٤/ ٩ - ٩١) وسنده حسن إن شاء الله .. فقه السيرة النبوية للشيخ محمد الغزالي، تحقيق: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-، ص ١١٣.
(٢). برقم (٢٠٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>