للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديث فوائد كثيرة:

١ - أن النار مخلوقة الآن، وكذلك الجنة، قال تعالى عن النار: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (١٣١)} [آل عمران:١٣١]. وقال عن الجنة: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣)} [آل عمران:١٣٣]، وفي حديث النهي عن الصلاة إذا قام قائم الظهيرة؛ عُلل ذلك بأن جهنم تسجر (١) (٢).

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ» (٣)، وهذا دليل آخر على وجودها الآن.

٢ - أن في جهنم ألوانًا من العذاب، ففيها البرد الشديد والحر الشديد، قال تعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (٥٨)} [ص:٥٧ - ٥٨]، وقال تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (٢٤) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (٢٥)} [النبأ:٢٤ - ٢٥]. فالحميم الحار الذي قد انتهى حره، وأما الغساق: فهو البارد الذي لا يستطاع من برده، ولا يواجه من نتنه، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا، لَأَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا» (٤).


(١). أي: يوقد عليها إيقادًا بليغًا، شرح صحيح مسلم للنووي (٦/ ٣٥٦).
(٢). صحيح مسلم برقم ٨٣٢.
(٣). صحيح البخاري برقم ٣٢٧٧، وصحيح مسلم برقم ١٠٧٩.
(٤) (١٧/ ٢٣١) برقم ١١٢٣٠، وقال محققوه: حديث حسن لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>