للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سائلًا يسأل خيرًا، فيقربون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرب منهم تعالى نوعين من القرب؛ أحدهما: قرب الإجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني قربه الخاص من أهل عرفة ومباهاته بهم ملائكته، فتستشعر قلوب أهل الإيمان هذه الأمور، فتزداد قوة إلى قوتها، وفرحًا وسرورًا وابتهاجًا ورجاءً لفضل ربها وكرمه، فبهذه الوجوه وغيرها فضلت وقفة يوم الجمعة على غيرها.

وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأن موافقة يوم عرفة ليوم الجمعة تعدل اثنتين وسبعين حجة، فباطل لا أصل له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين. والله أعلم» (١).

«ويوم عرفة يوم أغر، وهو ملتقى المسلمين المشهود، يوم رجاء، وخشوع، وذل وخضوع، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «الحجيج عشية عرفة ينزل على قلوبهم من الإيمان والرحمة والنور والبركة ما لا يمكن التعبير عنه» (٢).

وأفضل الدعاء دعاء ذلك اليوم، قال ابن عبد البر - رحمه الله -: «دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب» (٣).


(١). زاد المعاد (١/ ٦٠ - ٦٥) بتصرف.
(٢). الفتاوى (٥/ ٣٧٤).
(٣). التمهيد (٦/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>