للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عباس: «أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب؛ والحلم عند الجهل، والعفو عند الإِساءة، فإِذا فعلوا ذلك عصمهم الله، وأخضع لهم عدوهم» (١).

ومن وصايا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - للصحابِيَّيْنِ الجليلَيْنِ أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما: أنه قال: «اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» (٢).

قال ابن القيم رحمه الله: «جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين تقوى الله وحسن الخلق، لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين ربه، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه، فتقوى الله توجب له محبة الله، وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته» (٣). اهـ.

ولما سُئِل - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ قَالَ: «تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ» (٤).

ولا يكتمل إيمان عبد ما لم يوفق للخلق الحسن. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا» (٥).

قال بعض السلف: حسن الخلق قسمان: أحدهما مع الله عز وجل وهو أن تعلم أن كل ما يكون منك يوجب عذرًا، وأن كل ما يأتي من الله يوجب شكرًا.


(١) تفسير ابن كثير (١٢/ ٢٤٣).
(٢) سنن الترمذي برقم (١٩٨٧)، وقال: حديث حسن صحيح.
(٣) الفوائد (٨٤ - ٨٥).
(٤) سنن الترمذي برقم (٢٠٠٤)، وحسن إسناده الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (٢/ ١٩٤) برقم (١٦٣٠).
(٥) سنن الترمذي برقم (١١٦٢)، وقال: حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>