للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكلهم اللحوم، فإنها من أجلِّ الأغذية وألذها، مع أن الأبدان تقوم بغير اللحم من النباتات وغيرها، ولكن لا تكمل القوى والعقل واللذة إلا باللحم، فأباح للمؤمنين قتل هذه البهائم والأكل من لحومها؛ ليكمل بذلك قوة عباده وعقولهم، فيكون ذلك عونًا لهم على علوم نافعة، وأعمال صالحة.

قال تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٣٦)} [الحج: ٣٦]» (١).

روى الترمذي في سننه من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ، عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» (٢).

«ولما أكمل الله تعالى أحكام النسك، أمر بالإكثار من ذكره في الأيام المعدودات، وهي أيام التشريق في قول جمهور المفسرين، وذلك بمزيتها وشرفها، وكون بقية المناسك تُفعل بها، ولكون الناس فيها أضيافًا لله؛ ولهذا حرم صيامها، فالذكر فيها مزية ليست لغيرها؛ ولذلك يُستحب للمؤمن أن يُكثر من ذكر الله فيها، ويدخل في ذلك التسبيح، والتهليل، والتحميد، والتكبير، وقراءة القرآن، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورمي الجمار، والتكبير عند رميها، والدعاء بين


(١). لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي ص ٣٣١ - ٣٣٢ باختصار.
(٢). برقم ٧٧٣، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>