للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن من داوم عليها وجد قوة في بدنه، قال ابن القيم - رحمه الله -، «وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يذكر أثرًا في هذا الباب، وهو: «أن الملائكة لما أُمروا بحمل العرش، قالوا: يا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك؟ فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلما قالوها حملوه» (١).

وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة، وتحمل المشاق، والدخول على الملوك، ومن يُخاف، وركوب الأهوال» (٢).

وكان حبيب بن مسلمة يستحب إذا لقي عدوًا، أو ناهض حصنًا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنه ناهض يومًا حصنًا فانهزم الروم، فقالها المسلمون وكبروا، فانصدع الحصن (٣).

تنبيه:

بعض الناس ينطق هذه الكلمة بشكل غير صحيح، فيقول: (لَا حَوْلِ اللَّهِ)، وبعضهم يستخدمها في غير موضعها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «وذلك أن هذه، أي: (لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) هي كلمة استعانة، لا كلمة استرجاع، وكثير من الناس


(١). الفتاوى (١٠/ ٣٣)، وهو من الإسرائيليات، والمستدرك على مجموع الفتاوى ١/ ١٥٨.
(٢). الوابل الصيب، ص ١٨٦ - ١٨٧.
(٣). الوابل الصيب، ص ١٨٧، وأخرجها البيهقي في دلائل النبوة (٧/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>