للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضاعف لقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٢٥)} [الحج:٢٥]، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام.

وقال قتادة في قوله {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}: «إن الظلم في الأشهر الحرام أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء»، وقال: «إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظِّموا ما عظَّم الله، فإنما تعظيم الأمور بما عظَّمها الله به عند أهل الفهم وأهل العقل» (١).

قال القرطبي - رحمه الله -: «خص الله تعالى الأربعة أشهر الحرم بالذكر، ونهى عن الظلم فيها تشريفًا لها، وإن كان منهيًا عنه في كل الزمان، كما قال تعالى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة:١٩٧]» (٢).

ومنها: «أنه يحرم فيها ابتداء القتال- ابتداء قتال الأعداء


(١). تفسير ابن كثير - رحمه الله - (٧/ ١٩٨) باختصار.
(٢). تفسير القرطبي - رحمه الله - (١٠/ ١٩٩ - ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>