قال القرطبي - رحمه الله - في تفسيره هذه الآية:«هذا مثل ضربه الله تعالى لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، يعني أنهم يكونون قليلًا ثم يزدادون ويكثرون، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بدأ بالدعاء إلى دينه ضعيفًا، فأجابه الواحد بعد الواحد حتى قوي أمره، كالزرع يبدو بعد البذر ضعيفًا، فيقوى حالًا بعد حال حتى يغلظ ساقه وأفراخه، فكان هذا من أصح مثل، وأوضح بيان»(١).
٣ - أن اللَّه حجب الشياطين عن السموات لبعثه: قال تعالى عن لسان الجن: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (٨) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (٩)} [الجن:٨ - ٩].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان الجن يسمعون الوحي فيستمعون الكلمة فيزيدون فيها عشرًا، فيكون ما سمعوا حقًّا، وما زادوه باطلًا، وكانت النجوم لا يُرمى بها قبل ذلك، فلما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أحدهم