للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي جَبْهَتِهِ (١)،

وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، كَأَنَّمَا الأَرْضَ تُطْوَى (٢) لَهُ، إنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا (٣)، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ (٤) (٥).

٣ - وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنهما - قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ (٦)، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلَى الْقَمَرِ، فَلَهُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ الْقَمَرِ (٧).

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أزهر اللون، وهو الأبيض المستنير الناصع


(١). وفي رواية البيهقي في دلائل النبوة: «كأن الشمس تجري في وجهه». قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في الفتح: قال الطيبي: شبّه جريان الشمس في فلكها بجريان الحُسن في وجهه - صلى الله عليه وسلم -، وفيه عكس التشبيه للمبالغة، قال: ويحتمل أن يكون من باب تناهي التشبيه، جعل وجهه مقرًّا ومكانًا للشمس. انظر فتح الباري (٦/ ٥٧٣). وقال السندي: وخص الجبهة بالذكر لأنها محل الظهور، شرح السندي على المسند (١٤/ ٢٥٨).
(٢). تطوى له الأرض: أي تقطع مسافتها بسهولة ويسر وسرعة. انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (٣/ ١٤٦) بتصرف.
(٣). إنا لنجهد أنفسنا: أي نحمل عليها في السير، يقال: جهد الرجل في الشيء: أي جد فيه وبالغ. انظر النهاية لابن الأثير (١/ ٣١٩).
(٤). وإنه لغير مكترث: أي غير مبال.
(٥). رواه الترمذي برقم ٣٦٤٨، والإمام أحمد في المسند (١٤/ ٢٥٨) برقم ٨٦٠٤، وقال محققوه: حديث حسن.
(٦). إضحيان: قال ابن الأثير: يقال: ليلة إضحيان، وإضحيانة: أي مضيئة مقمرة، النهاية في غريب الحديث (٣/ ٧٨).
(٧). رواه الترمذي برقم ٢٨١١، وقال: حديث غريب، ورواه الدارمي (١/ ٤٤)، ورواه الحاكم في المستدرك (٤/ ٢٠٦) برقم ٧٣٨٣، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. ورواه البيهقي في دلائل النبوة (١/ ١٩٦) بهذا اللفظ وفي آخره: « ... فلهو كان في عيني أحسن من القمر»، وفي لفظ آخر عن جابر بن سمرة: « ... فجعلت أماثل بينه وبين القمر». وأيضًا صححه الألباني - رحمه الله -، انظر: مختصر شمائل الترمذي له ص ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>