للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن الجريري عن أبي الطفيل - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما على وجه الأرض رجل رآه غيري، قال: فقلت له: فكيف رأيته؟ قال: كان أبيض مليحًا مُقصدًا (١) (٢).

وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: كان عظيم الهامة (٣)، أبيض، مُشربًا حمرة، عظيم اللحية، ضخم الكراديس (٤)، شثن الكفين والقدمين (٥)، طويل المسربة (٦)، كثير شعر الرأس رجله (٧)، يتكفأ في مشيته كأنما ينحدر في صبب (٨)، لا طويل، ولا قصير، لم أر مثله قبله ولا بعده - صلى الله عليه وسلم - (٩).


(١). مقصدًا: هو الذي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير. وقال شمر: هو نحو الرَّبعة. والقصد بمعناه. وملح الشيء، من باب ظرف أي حسن فهو مليح.
(٢). رواه مسلم برقم ٢٣٤٠.
(٣). الهامة: الرأس، وعظم الرأس دليل على وفور العقل.
(٤). الكراديس: جمع كردوس، وهو رأس كل عظم كبير، وملتقى كل عظمين ضخمين، كالمنكبين، والمرفقين، والوركين، والركبتين، ويريد به ضخامة الأعضاء وغلظها.
(٥). شثن الكفين: أي غليظ الأصابع والراحة، قال ابن حجر - رحمه الله -، وقال ابن الأثير - رحمه الله - شثن الكف غليظ الكف، وقال أيضًا: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر، ويحمد ذلك في الرجال؛ لأنه أشد لقبضتهم، وأصبر لهم على المراس، ويذم في النساء. انظر: فتح الباري (١٠/ ٣٥٩)، والنهاية في غريب الحديث (٢/ ٤٤٤)، ولسان العرب (١٣/ ٢٣٢).
(٦). المسربة: بفتح الميم وسكون السين وضم الراء، قال ابن الأثير: الشعر النابت على وسط الصدر نازلًا إلى آخر البطن، جامع الأصول (١١/ ٢٢٤)، وتحفة الأحوذي (١٠/ ١١٧).
(٧). رجله: أي يجمع بين الاسترسال والجعودة.
(٨). أي: كأنما ينحط من صبب، أي يرفع رجله من قوة وجلادة، والأشبه أن يتكفأ بمعنى صب الشيء دفعة. انظر: تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي (٥/ ٤٤٣).
(٩). مسند أحمد (٢/ ٢٥٧) برقم ٩٤٤، وقال محققوه: حسن لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>