شهر ربيع الأول، وإذا كان كذلك فقولهم: قبله بسنة يعني أن الإسراء والمعراج لم يقعا في رجب» (١).
وقد ذكر الله الإسراء بنبيه - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى بيت المقدس، فقال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١)} [الإسراء: ١].
وقد وردت عدة أحاديث في الإسراء والمعراج، أسوقها ثم أذكر الفوائد المتعلقة بها:
روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن مالك بن صعصعة - رضي الله عنهما -، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حدثهم عن ليلة أُسري به، قال: «بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ - وَرُبَّمَا قَالَ: فِي الْحِجْرِ - مُضْطَجِعًا إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَدَّ - قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: فَشَقَّ - مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ - فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مِنْ قَصِّهِ إِلَى شِعْرَتِهِ - فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ
(١). شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ (١/ ٣٢٨).