للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدعوة إلى الله، وطلب العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك.

ثانيًا: الصبر عن معصية الله فإن العبد محتاج إلى الصبر عن ملذات الدنيا وشهواتها المحرمة، قال تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: ١٢]. قال بعض المفسِّرين: صبروا عن معصية الله (١).

ثالثًا: صبر على أقدار الله كفراق الأحبة، وخسارة المال، وزوال الصحة، وسائر أنواع البلاء، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ} [البقرة: ١٥٥ - ١٥٧].

روى الترمذي في سننه من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله: أي الناس أشدُّ بلاء؟ قال: «الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الْرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِيْنِهِ، فَإِن كَانَ فِي دِيْنِهِ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِن كَانَ فِي دِيْنِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِيْنِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيْئَةٌ» (٢).

قال الشاعر:

وَالصَّبْرُ مِثْلُ اسْمِهِ مُرٌّ مَذَاقَتُهُ ... لَكِنْ عَوَاقِبُهُ أَحْلَى مِنَ العَسَل

وقال آخر:

واصبِر على القَدَرِ المحتُوم وَارْض بِهِ ... وإن أَتَاكَ بِمَا لَا تَشْتَهِي القَدَرُ

فَمَا صَفَا لامرِئٍ عَيْشٌ يُسرُّ بِهِ ... إِلَاّ سَيَتْبَعُ يَوْمًا صَفْوه كَدَرُ


(١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٢١/ ٤٦٩).
(٢) سنن الترمذي برقم (٢٣٩٨) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>