للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا إذا ماتت السنن ظهرت البدع، وإذا ضعف الجد والعزم، تفشى في الأمة الهزل والضعف، لتصل إلى محطة الشيخوخة في دائرة قطيع يسام، وسلع تساوم، وإن الحياة لحادثٌ جللٌ فما بمثل هذا تعمر الحياة، ويكون (التمثيل) ناموسًا ورمزًا لمجدها. وبالجملة فالتمثيل يحوي مفاتيح هذه المقاصد الهابطة، ويتضمن (محاضن تفريخ لها).

وهنا أذكر من ابتلى بشيء من أمر الفتيا، أن يبصر حال أمته ويبصر أوضاعها، وماذا يراد بها، ليتوقى عند إصدار الفتوى من فتيا تكون سلمًا لتلك المآرب المهينة، ولا أرى الفتيا بالجواز المقيد بشروطه، إلا ومصدرها - مع التقدير- في غياب عن الساحة وما يجري فيها من توظيف (التمثيل) لهدم مقومات الأمة، فستكون الفتيا (تكأة) ينطلق منها الآثمون، مستبعدين لضوابطها الشرعية عند من أفتى بها - وقد فعلوا؟!

وأقول أخيرًا: إن التمثيل لو كان جائزًا بشروطه لوجب في هذا الزمان الإفتاء بمنعه وتحريمه لما يشاهد في بلاد المسلمين من زخم التمثيليات المهول التي تفرز خطورة على مقومات المسلمين كافة، ولا ينازع في الواقع هذا إلا جاهل به، أو ممالي» (١). اهـ


(١). التمثيل للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - ص ٥٧ - ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>