للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد سألنا عن ذلك (١)، فقال: «أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنادِيلِ، فاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطلاعَةً، فَقالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي، وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا» (٢).

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقِ (٣)

نَهَرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ، يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا» (٤).

قال ابن كثير - رحمه الله -: «وكأن الشهداء أقسام، منهم من تسرح أرواحهم في الجنة، ومنهم من يكون على هذا النهر بباب الجنة، وقد يحتمل أن يكون منتهى سيرهم إلى هذا النهر، فيجتمعون هنالك، ويغدى عليهم برزقهم هناك ويراح. والله أعلم» (٥).

ومنها أن المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-


(١). يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -. انظر شرح صحيح مسلم (١٣/ ٣٤).
(٢). صحيح مسلم برقم ١٨٨٧.
(٣). بارق: أي على جانب نهر. الفتح الرباني للبنا - رحمه الله - (١٣/ ٢٨).
(٤). (٤/ ٢٢٠) برقم ٢٣٩٠، وقال محققوه: إسناده صحيح. قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره (٣/ ٢٦٢): وهو إسناد جيد.
(٥). تفسير ابن كثير - رحمه الله - (٣/ ٢٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>