للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففضيلته بحسب فضيلة ذلك. والله أعلم» (١).

وقال العز بن عبدالسلام - رحمه الله -: «لما بذل الشهداء أنفسهم من أجل الله، أبدلهم الله حياة خيرًا من حياتهم التي بذلوها، وجعلهم جيرانه، يبيتون تحت عرشه، ويسرحون من الجنة حيث شاءوا، لما انقطعت آثارهم من السروح في الدنيا» (٢).

وقال أيضًا: «يشرف البذل بشرف المبذول، وأفضل ما بذله الإنسان نفسه وماله، ولما كانت الأنفس والأموال مبذولة في الجهاد، جعل الله من بذل نفسه في أعلى رتب الطائعين وأشرفها لشرف ما بذله مع محو الكفر ومحق أهله، وإعزاز الدين وصون دماء المسلمين» (٣).

وليعلم أن الفضل الوارد في الآيات الكريمات والأحاديث النبوية الشريفة لا يكون إلا لمن قاتل لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ


(١). فتح الباري (٦/ ٨).
(٢). أحكام الجهاد وفضائله ص ٨٤.
(٣). المرجع السابق ص ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>