للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقوقس عظيم القبط في مصر وحملها حاطب بن أبي بلتعة، وهذا نصها: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى المُقَوْقَسِ عَظِيمِ القِبْطِ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ .. فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدَاعِيَةِ الإِسْلَامِ: أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ القِبْطِ: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)} [آل عمران: ٦٤]» (١).

فدعا المقوقس بكاتب له يكتب العربية، فكتب رسالة هذا نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم، لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط. سلام، أما بعد .. فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبيًّا بقي، وكنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديت لك بغلة لتركبها، والسلام عليك». ولم يزد على هذا ولم يسلم (٢).

أما الجاريتان: فالأولى أم إبراهيم القبطية واسمها مارية بنت شمعون أم المؤمنين - رضي الله عنهما -، والثانية: سيرين، أعطاها النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت، فولدت له عبدالرحمن، وأما الغلام فاسمه


(١). عيون الأثر، لابن سيد الناس ص ٣٥٠.
(٢). عيون الأثر، لابن سيد الناس ص ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>