للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: التمرن على ضبط النفس، والسيطرة عليها، والقوة على الإمساك بزمامها حتى يتمكن من التحكم فيها، ويقودها إلى ما فيه خيرها وسعادتها، فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، فإذا أطلق المرء لنفسه عنانها، أوقعته في المهالك، وإذا ملك أمرها، وسيطر عليها، تمكن من قيادتها إلى أعلى المراتب وأسنى المطالب.

ومنها: كسر النفس، والحد من كبريائها حتى تخضع للحق، وتلين للخلق، فإن الشبع، والري، ومباشرة النساء يحمل كل منها على الأشر، والبطر، والعلو، والتكبر على الخلق وعن الحق، وذلك أن النفس عند احتياجها لهذه الأمور تشتغل بتحصيلها، فإذا تمكنت منها رأت أنها ظفرت بمطلوبها، فيحصل لها من الفرح المذموم والبطر ما يكون سببًا لهلاكها، والمعصوم من عصمه الله تعالى.

ومنها: أن الصيام وجاء لشهوة النكاح، وكسر لحدتها، روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» (١).


(١) صحيح البخاري برقم ٥٠٦٦، وصحيح مسلم برقم ١٤٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>