للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى ذلك يكون آدم أول الأنبياء بدليل الآية في قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧)} [البقرة: ٣٧]، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (١١٥)} [طه: ١١٥]، وغير ذلك من الآيات التي فيها إيحاء الله إليه، وليس هناك دليل صريح يدل على أنه رسول عليه الصلاة والسلام» (١).

ومن الأحاديث الواردة في خلق آدم - - عليه السلام - - وذريته، ما رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ، فَجَاءَ مِنْهُمُ الأَبْيَضُ وَالأَحْمَرُ وَالأَسْوَدُ، وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ، وَبَيْنَ ذَلِكَ» (٢).

وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عمر بن الخطاب أنه سُئل عن هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: ١٧٢]، فقال عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عنها فقال: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ، وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ،


(١) انظر فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - (١/ ٣١٦) وفتاوى اللجنة الدائمة (٣/ ٢٧٨) برقم ٧٧٠١.
(٢) (٣٢/ ٣٥٣) برقم ١٩٥٨٢، وقال محققوه: إسناده صحيح ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>