وفي الآية الأخرى: {وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (٤٠)} [هود:٤٠]، هذا مع طول المدة والمقام بين أظهرهم، ودعوتهم الأكيدة ليلًا ونهارًا، بضروب المقال، وفنون التلطفات، والتهديد، والوعيد تارة، والترغيب والوعد أخرى. قيل: عدد المؤمنين سبعة، وقيل: كانوا ثمانين نفسًا معهم نساؤهم، وأما امرأة نوح - عليه السلام - وهي أم أولاده كلهم، وهم: حام، وسام، ويافث، ويام، وهو الذي غرق، قيل إنها غرقت مع من غرق، وكانت ممن سبق عليه القول بكفرها.
قال تعالى عن نوح - عليه السلام -: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (٢٦) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (٢٧)} [نوح:٢٧ - ٢٦]، وقد استجاب الله تعالى لدعوته فلم يبق منهم عين تطرف.