للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ، وَقَامَ الْحَجَرُ فَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (٦٩)} [الأحزاب:٦٩]» (١).

قال بعض السلف: «كان من وجاهته أنه شفع في أخيه عند الله، وطلب منه أن يكون معه وزيرًا، فأجابه إلى سؤاله، وأعطاه طلبه، وجعله نبيًّا».

قال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (٥٣)} [مريم:٥٣].

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله قال: قَسَمَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قَسْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْتُهُ، فَغَضِبَ حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» (٢).

وثبت في الصحيح في أحاديث الإسراء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بموسى وهو قائم يصلي في قبره (٣).

وفي الصحيحين من حديث مالك بن صعصعة عن


(١) صحيح البخاري برقم ٣٤٠٤، وصحيح مسلم برقم ٣٣٩.
(٢) صحيح البخاري برقم ٣٤٠٥، وصحيح مسلم برقم ١٠٦٢.
(٣) صحيح مسلم برقم ٢٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>