للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ» (١).

وكثيرًا ما كان يذكر الله موسى - عليه السلام - وكتابه التوراة، ويذكر معه محمد - صلى الله عليه وسلم - وكتابه القرآن، كما قال تعالى: {الم (١) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣)} [آل عمران:١ - ٣].

وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (٩١) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٩٢)} [الأنعام:٩١ - ٩٢]، فأثنى الله تعالى على التوراة، ثم مدح القرآن العظيم مدحًا عظيمًا.

وبالجملة فشريعة موسى - عليه السلام - كانت شريعة عظيمة، وأمته كانت أمة كثيرة، ووجد فيهم أنبياء، وعلماء، وعباد، وزهاد، وألِبَّاء، وملوك، وأمراء، وسادات، وكبراء، قال تعالى: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٥٩)} [الأعراف:١٥٩]، ولكنهم كانوا، فبادوا وتبدلوا، كما بُدلت شريعتهم، ومُسخوا قردة وخنازير، ثم نُسخت بعد كل حساب مِلَّتُهُم، وجرت عليه


(١) صحيح البخاري برقم ٥٧٥٢، وصحيح مسلم برقم ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>