للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقص في ذلك، بل قد يكون نفعًا وكمالًا، كما فعل صاحب مدين مع موسى.

ومنها: قوله: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (٢٦)} [القصص:٢٦]، هذان الوصفان بهما تمام الأعمال كلها، فكل عمل من الولايات أو من الخدمات أو من الصناعات، أو من الأعمال التي القصد منها الحفظ والمراقبة على العمال والأعمال؛ إذا جمع الإنسان الوصفين، أن يكون قويًّا على ذلك العمل بحسب أحوال الأعمال، وأن يكون مؤتمنًا عليه، تم ذلك العمل وحصل مقصوده وثمرته، والخلل والنقص سببه الإخلال بهما أو بأحدهما.

ومنها: أن من أعظم العقوبات على العبد أن يكون إمامًا في الشر وداعيًا إليه، كما أن من أعظم نعم الله على العبد أن يجعله إمامًا في الخير هاديًا مهديًّا، قال تعالى في فرعون وملئه: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [القصص:٤١]، وقال (١): {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء:٧٣].

ومنها: ما في هذه القصة من الدلالة على رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - إذ أخبر بهذه القصة وغيرها خبرًا مفصلًا مطابقًا وتأصيلًا موافقًا، قصه قصًّا صدق به المرسلين، وأيد به الحق المبين،


(١) أي: في أئمة الخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>