للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما أرسله الله إلى بني إسرائيل آمن به من آمن، وكفر به من كفر، وجعل يريهم الآيات والعجائب، فكان يصور الطين فينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويحي الموتى بإذن الله، وينبئهم عن كثير مما يأكلون ويدخرون في بيوتهم، ومع ذلك تكالب عليه أعداؤه وأرادوا قتله، فألقى الله شبهه على واحد من الحواريين أصحابه أو من غيرهم، ورفعه الله إليه، وطهره من قتلهم، فأخذوا شبيهه فقتلوه وصلبوه، وباءوا بالإثم العظيم، والجرم الجسيم، وصدقهم النصارى أنهم قتلوه وصلبوه، ونزّهه الله من هذه الحالة فقال: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء:١٥٧]» (١).

صفة عيسى - عليه السلام - وشمائله، وفضائله:

قال الله تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} [المائدة:٧٥]. قيل: سُمي المسيح؛ لمسحه الأرض، وهو سياحته فيها، وفراره بدينه من الفتن في ذلك الزمان؛ لشدة تكذيب اليهود له، وافترائهم عليه وعلى أُمه عليهما السلام، وقيل: لأنه كان ممسوح القدمين.

وقال تعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ


(١) مجموع مؤلفات الشيخ عبدالرحمن بن سعدي، قسم التفسير وعلوم القرآن (٣/ ٢٥٢ - ٢٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>