للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن الله أثنى على مريم بالكمال بالصديقية، وأنها صدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين (١)، وهذا وصف لها بالعلم الراسخ، والعبادة الدائمة، والخشوع لله، وأنه اصطفاها وفضلها على نساء العالمين.

ومنها: أن إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه القصة وغيرها مفصلة مطابقة للحقيقة من أدلة رسالته، وآيات نبوته لقوله: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [آل عمران:٤٤].

ومنها: المعجزة العظيمة لهذا النبي الكريم برفعه إلى السماء بعدما حاول اليهود قتله، قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٥٨)} [النساء:١٥٧ - ١٥٨].

قال الحسن البصري: «كان عمر عيسى - عليه السلام - يوم رُفع أربعًا وثلاثين سنة، وفي الحديث: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا بِيضًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ» (٢). وفي رواية: «عَلَى مِيلَادِ عِيسَى، وَحُسْنِ يُوسُفَ» (٣).


(١) وذلك في قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (١٢)} [التحريم].
(٢) مسند الإمام أحمد (١٣/ ٣١٥) برقم ٧٩٣٣، وقال محققوه: حديث حسن بطرقه وشواهده.
(٣) الطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>