للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ» (١).

ووجد من فضلاء أصحابه وخيارهم قتيلًا بين اليهود فلم يحف عليهم، ولا زاد على مُرِّ الحق، بل وداه بمئة ناقة، وإن أصحابه بحاجة إلى بعير واحد يتقون به، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما في قصة قتل عبد الله بن سهل، وفيها: «فَوَدَاهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عِنْدِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ مِائَةَ نَاقَةٍ حَتَّى أُدْخِلَتْ عَلَيْهِمُ الدَّارَ، فَقَالَ سَهْلٌ: فَلَقَدْ رَكَضَتْنِي مِنْهَا نَاقَةٌ حَمْرَاءُ» (٢).

وكان يعصب الحجر على بطنه مرة من الجوع، كما في الصحيحين من حديث جابر - رضي الله عنه - في قصة الخندق، وفيه: «أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ وَلَبِثْنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقًا» (٣).

وفي رواية، قال أنس - رضي الله عنه -: فقلت لبعض أصحابه: لم عصَّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطنه؟ فقالوا: من الجوع (٤).

وكان يأكل ما حضر ولا يرد ما وجد، ولا يتورع عن مطعم حلال، وإن وجد تمرًا دون خبزًا أكله، وإن وجد شواء أكله، وإن وجد خبز بر أو شعير أكله، وإن وجد حلوًا أو عسلًا أكله، وإن


(١) برقم ١٨١٧.
(٢) صحيح البخاري برقم ٧١٩٢، وصحيح مسلم برقم ١٦٦٩، واللفظ له.
(٣) صحيح البخاري برقم ٤١٠١.
(٤) صحيح مسلم برقم ٢٠٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>