للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله تعالى يفرح بتوبة عبده، روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ (١)

مُهْلِكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ» (٢).

تنويه:

دلت النصوص الشرعية على أن أعظم أسباب الفرح والسعادة، وسرور النفس وابتهاجها هو التقرب إلى الله تعالى بفعل مراضيه، والابتعاد عن مساخطه، وهذا لا يحصل إلا بأن تؤدى هذه العبادات بقلوب مطمئنة راضية موقنة، غير أن حال كثير منا أنهم يؤدون هذه العبادات ولا يظهر عليهم أثرها من الفرح والسرو بما وُفقوا له، فلنحذر كل الحذر أن نكون من هذا الصنف، فإن الفرح والسرور بالإقبال على الله، والسعي في مراضيه أول النعيم، قال بعض السلف: «إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة»، وقال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ


(١) الأرض الدوية: الأرض القفر، والفلاة الخالية.
(٢) صحيح البخاري ٦٣٠٨، وصحيح مسلم برقم ٢٧٤٤ واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>