والدعوة إلى الله على بصيرة وحكمة، وتعليم الجاهل، وتذكير الغافل فلا يكفي أن الإِنسان يقتصر على إصلاح نفسه، بل لابد أن يعمل على إصلاح غيره، وهذا يدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يعد تدخلًا في أمور الناس كما يزعم بعض السفهاء، بل إن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يريدون الخير والنجاة للناس، وإنقاذهم من عذاب الله، وبهذه الخصلة ثبتت لهذه الأمة الخيرية التي فضلت بها على الأمم. قال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَامُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ}[آل عمران: ١١٠].
رابعًا: التواصي بالصبر، لما كان الداعي إلى الله تعالى، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لابد أن يلحقه أذى الناس، أمر تعالى بالصبر على أذاهم، وتحمل ما يناله من الأذى؛ وفي وصية لقمان لابنه قال تعالى:{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَامُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}[لقمان: ١٧].