للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ» (١).

فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد، يكفر بها من سيئاته، لا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه.

وكان - صلى الله عليه وسلم - دائم البِشْر، ضحوك السِّن، كما في وصفه «الضَّحُوكُ القَتَّالُ» صلوات الله وسلامه عليه» (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «وأما الحزن فلم يأمر الله به ولا رسوله، بل قد نَهَى عنه في مواضع، وإن تعلق أمر الدين به، كقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩)} [آل عمران:١٣٩].

وقوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧)} [النحل:١٢٧]، وقوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:٤٠]، وذلك لأنه لا يجلب منفعة، ولا يدفع مضرة، ولا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به، نعم لا يأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه محرم، كما يحزن على المصائب، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ، وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا - وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ- أَوْ يَرْحَمُ» (٣).


(١) رواه مسلم برقم ٢٥٧٣.
(٢) مدارج السالكين (٣/ ٣٧٧ - ٣٧٨) باختصار وتصرف.
(٣) صحيح البخاري برقم ١٣٠٤، وصحيح مسلم برقم ٩٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>