للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نهى الله نبيه عن الحزن على الكفار، قال تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٢٣)} [لقمان:٢٣]، وقال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [النحل:١٢٧].

وقال تعالى: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فاطر:٨].

وقال تعالى: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٦)} [يس:٧٦].

وقال تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ}: قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي: «لأنك أديت ما عليك من الدعوة والبلاغ، فإذا لم يهتد فقد وجب أجرك على الله، ولم يبق للحزن موضع على عدم اهتدائه؛ لأنه لو كان فيه خير لهداه الله، ولا تحزن أيضًا على كونهم تجرأوا عليك بالعداوة، ونابذوك المحاربة، واستمروا على غيهم وكفرهم، ولا تتحرق عليهم بسبب أنهم ما بودروا بالعذاب، فإن {إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا} من كفرهم، وعداوتهم، وسعيهم في إطفاء نور الله، وأذى رسله {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} التي ما نطق بها الناطقون، فكيف بما ظهر وكان شهادة؟ {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا} في الدنيا ليزداد اثمهم، ويتوفر عذابهم {ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ} أي نلجئهم {إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} أي انتهى في عظمه وكبره وفظاعته وألمه وشدته» (١).


(١) تيسير الكريم الرحمن ص ٩١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>