للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ» (١) (٢).

رواية الإمام البخاري:

وفي رواية البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لما بلغ أبا ذر مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر: فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلامًا ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني مما أردت، فتزود، وحمل شنة (٣) له فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه بعض الليل، فرآه علي فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمر به علي فقال: أما (٤) نال للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه، فذهب به معه، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى


(١) صحيح مسلم برقم ٢٤٧٣، ومسند أحمد (٣٥/ ٤١٥) برقم ٢١٥٢٥ واللفظ له.
(٢) اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (١/ ٢٣٩ - ٢٤٣) للشيخ موسى العازمي.
(٣) الشنة: القربة. انظر النهاية (٢/ ٤٥٣).
(٤) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٥٦٦). نال: أي حان.

<<  <  ج: ص:  >  >>