للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: «مَا أَقَلَّتِ (١) الْغَبْرَاءُ (٢)، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ (٣) مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ» (٤).

وقد أوصاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصدع بالحق، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال: «أَمَرَنِي خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ، وَالدُّنُوِّ مِنْهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي، وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ وَإِنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّهِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ» (٥).

وقد كان كما أوصاه عليه الصلاة والسلام، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث الأحنف بن قيس قال: «قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَبَيْنَا أَنَا فِي حَلْقَةٍ فِيهَا مَلَأٌ مِنْ قُرَيْشٍ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ أَخْشَنُ الثِّيَابِ، أَخْشَنُ الْجَسَدِ، أَخْشَنُ الْوَجْهِ، فَقَامَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: بَشِّرِ الْكَانِزِينَ بِرَضْفٍ (٦) يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ


(١) أقله: حمله. لسان العرب (١١/ ٢٨٩).
(٢) الغبراء: الأرض.
(٣) الخضراء: السماء
(٤) (١١/ ٧٠) برقم ٦٥١٩، وقال محققوه: حديث حسن لغيره.
(٥) (٣٥/ ٣٢٧) برقم ٢١٤١٥، وقال محققوه: حديث صحيح.
(٦) رضف: هي الحجارة المحماة.

<<  <  ج: ص:  >  >>