المعدة، ويدفع الفضلات عنها، ويسخنها تسخينًا معتدلًا، ويفتح سُددها، ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة، وهو أقل ضررًا لسُدد الكبد والطحال من كل حلو.
وهو مع هذا كله مأمون الغائلة، قليل المضار، مضر بالعرض للصفراويين، ودفعها بالخل ونحوه، فيعود حينئذ نافعًا له جدًّا.
وهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطلاء مع الأطلية، ومُفرح مع المفرحات، فما خُلق لنا شيء في معناه أفضل منه، ولا مثله، ولا قريبًا منه، ولم يكن معول القدماء إلا عليه، وأكثر كتب القدماء لا ذكر فيها للسكر البتة، ولا يعرفونه، فإنه حديث العهد حدث قريبًا، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يشربه بالماء على الريق، وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يُدركه إلا الفطن الفاضل، وسنذكر ذلك إن شاء الله عند ذكر هديه في حفظ الصحة ...
وفي أثر آخر:«عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ: الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ»(١). فجمع بين الطب البشري والإلهي، وبين طب الأبدان وطب الأرواح، وبين الدواء الأرضي والدواء السمائي.
(١) أخرجه ابن ماجه برقم ٣٤٥٢، وقال محققه الشيخ شعيب الأرناؤوط: والحاكم (٤/ ٢٠٠) من حديث أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، وصححه ووافقه الذهبي وهو كما قالا، إلا أن غير واحد من الثقات وقفه على ابن مسعود، وصحح وقفه عليه البيهقي في دلائل النبوة. انظرالسلسلة الضعيفة رقم ١٥١٤.