للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحسنون: أي منسوبون إلى ما يعلمون ويعملونه من الأفعال الحسنة» (١).

قال ابن القيم - رحمه الله -: «الإحسان من منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)} [الفاتحة:٥]، وهذه المنزلة هي لب الإيمان وروحه وكماله، وهي جامعة لما عداها من المنازل، فجميعها منطوية فيها، ومما يشهد لهذه المنزلة قوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (٦٠)} [الرحمن:٦٠]، إذ الإحسان جامع لجميع أبواب الحقائق، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، والإحسان الأول في الآية الكريمة هو - كما قال ابن عباس والمفسرون - هو قول: لا إله إلا الله، والإحسان الثاني هو الجنة، والمعنى: هل جزاء من قال: لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد إلا الجنة» (٢).

والإحسان شرط في قبول العمل، فإن العمل لا يُقبل إلا بشرطين: الإخلاص لله، وموافقته للسنة، وهو الإحسان الذي ذكره الله بقوله: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢)} [لقمان:٢٢].

والإحسان بمعناه العام يشتمل إحسان العبد في عبادة ربه، وتعامله مع الخلق، وأعماله، وأقواله ظاهرًا وباطنًا، قال


(١) المفردات ص ١١٨.
(٢) مدارج السالكين (٢/ ٤٧٩)، بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>