للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرح الله صدر عمر لقول أبي بكر، واتفقت كلمة الصحابة على حرب المرتدين، وقتال مانعي الزكاة.

وكذلك عمر - رضي الله عنه -، فقد كان يستشير كثيرًا، ويجمع أهل بدر للمعضلات، قال سعد بن أبي وقاص: «ما رأيت أحدًا أحضر فهمًا ولا ألب لبًّا، ولا أكثر علمًا، ولا أوسع علمًا من ابن عباس، ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات، ثم يقول: جاءتك معضلة، ثم لا يجاوز قوله» (١).

وآخر مظهر من مظاهر الشورى في حياة عمر - رضي الله عنه -: اختياره لأهل الشورى، وإسناد أمر الخلافة إليهم، وانتقل إلى الدار الآخرة وأمر المسلمين شورى بينهم، فرضي الله عنه وأرضاه.

قال الماوردي: «اعلم أن الحزم لكل ذي لب ألا يبرم أمرًا، ولا يمضي عزمًا إلا بمشورة ذي الرأي الناصح، ومطالعة ذي العقل الراجح، قال الشاعر:

إِذَا بَلَغَ الرّأْيُ المَشُورَةَ فَاستَعِنْ ... بِرَأْيِ نَصِيْحٍ أَوْ نَصِيْحَةِ حَازِمِ

وَلَا تَجْعَلِ الشُّورَى عَلَيْكَ غَضَاضَةً ... فَإِنَّ الخوَافِي قُوَّةٌ لِلْقَوَادِمِ

فإذا عزم على المشاورة، ارتاد لها من أهلها من قد استكملت فيه خمس خصال:

١ - عقل كامل مع تجربة سالفة، فإن بكثرة التجارب تصح الرؤية، قال أبو الأسود الدؤلي:


(١) فقه الاستشارة للدكتور ناصر العمر، ص ٣٣ - ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>