للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {وَامُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: ١٣٢].

عن فضالة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «المُجَاهِدُ مَن جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي اللهِ» (١).

قال أحد السلف: «ما زلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي حتى سقتها وهي تضحك».

وقال ابن رجب: (واعلم أن نفسك بمنزلة دابتك، إن عرفت منك الجد جدت، وإن عرفت منك الكسل طمعت فيك وطلبت منك حظوظها وشهواتها) (٢).

قال الشاعر:

لأستسهلن الصعب أو أُدرك المنى ... فما انقادت الآمال إلا لصابر

ثانيًا: البعد عن الذنوب صغيرها وكبيرها، فإن المعاصي حجاب تمنع من الشعور بلذة العبادة لما يورثه من قسوة وغلظة وجفاء، قال بعض السلف: (ما ضرب الله عبدًا بعقوبة أعظم من قسوة القلب).

قال ابن القيم رحمه الله: (وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة، وأمرُّ العيش عيش المستوحشين الخائفين، وأطيب العيش عيش المستأنسين، فلو نظر العاقل ووازن لذة المعصية، وما توقعه من الخوف والوحشة، لعلم سوء حاله وعظيم غبنه، إذا باع أنس الطاعة وأمنها وحلاوتها بوحشة المعصية وما توجبه من الخوف والضرر


(١) قطعة من حديث في سنن الترمذي برقم (١٦٢١)، وقال: حديث فضالة حديث حسن صحيح.
(٢) نقلاً عن كتاب لذة العبادة (ص: ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>