للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَيُفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا (١).

والحلم: هو العفو والصفح عمن أساء إليك مع القدرة على الانتقام.

قال ابن حبان: «الحلم أجمل ما يكون من المقتدر على الانتقام، وهو يشتمل على المعرفة والصبر والأناة والتثبت، ومن يتصف به يكون عظيم الشأن، رفيع المكان، محمود الأجر، مرضي الفعل، وإن من نفاسة اسم «الحلم» وارتفاع قدره أن الله - جل وعلا - تسمى به» (٢).

وقال بعض العلماء: «ليس الحليم من ظلم فَحَلُم، حتى إذا قدر انتقم، ولكن الحليم من ظلم فحلم، حتى إذا قدر عفا» (٣).

وقد وصف الله به بعض أنبيائه على وجه الثناء والحمد، قال تعالى عن نبي الله إبراهيم - عليه السلام -: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (١١٤)} [التوبة:١١٤]، قال ابن كثير - رحمه الله -: «كان حليمًا عمن ظلمه وأناله مكروهًا، ولهذا استغفر لأبيه مع شدة أذاه له في قوله: {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (٤٦) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ


(١) برقم ٢١٢٥.
(٢) روضة العقلاء ص ١٩٦.
(٣) الإحياء للغزالي (٣/ ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>