منه إلا النصب والتعب، كما قال تعالى: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (٣) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (٤)} [الغاشية:٣ - ٤].
الثالثة: بالنية تتميز العبادات بعضها عن بعض، فمن صلى الظهر بنية العصر لم يجزئه ذلك، وكذلك العكس، وإن كانت صورتهما في الفعل واحدة، ومن صام يومًا من أيام رمضان ولم ينوه منه لم يجزئه ذلك عن صوم الفرض على الراجح من أقوال أهل العلم.
وتتميز العبادات عن العادات ويختلف الحكم باختلافهما، فمن اغتسل ينوي بذلك التبرد لم يجزئه عن غسل الجنابة مثلًا، ومن أمسك عن المفطرات يومًا كاملًا ولم ينو بذلك التقرب إلى الله، وإنما كانت نيته التداوي ونحوه؛ لم يكن ذلك مسقطًا له عن فرض ولا مجزئًا عن مسنون.
فاحرص يا عبد الله على معرفة هذه القواعد والعمل بها تفوز بسعادة الدارين، وتسلم في الدنيا والآخرة.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.