للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسيره إلى حنين، فأطنب (١) السير حتى كان عشية، فحضرت الصلاة، فجاء رجل فارس، فقال: يا رسول الله! إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت على جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن عن بكرة أبيهم (٢) بظُعنهم (٣)، ونعمهم (٤)، ونسائهم اجتمعوا في حنين، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ» (٥).

ثم أكمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجيشه حتى وصل إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر ليالٍ خلون من شوال.

ولما كان من الليل عمد مالك بن عوف إلى أصحابه، فعبأهم في وادي حنين، وكان قد سبق المسلمين إليه، وفرَّق الناس فيه، وأوعز إليهم أن يرشقوا المسلمين بالنبل أول ما يطلعون، ثم يحملوا عليهم حملة رجل واحد.

وفي السحر عبأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشه، وعقد الألوية


(١) أطنب في السير: إذا أبعد، انظر لسان العرب (٨/ ٢٠٦).
(٢) يقال: جاء القوم على بكرة أبيهم: إذا جاؤوا بأسرهم ولم يتخلف منهم أحد، انظر جامع الأصول لابن الأثير (٨/ ٣٨٣).
(٣) الظعن: بضم الظاء: النساء، واحدتها: ظعينة، انظر النهاية (٣/ ١٥٧).
(٤) النَّعم: بفتح النون والعين: النعم في الأصل الإبل، وقد تقع على البقر والغنم، انظر جامع الأصول لابن الأثير (٨/ ٣٨٤).
(٥) أخرج ذلك أبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب في فضل الحرس في سبيل الله تعالى برقم ٢٥٠١، وقال الحافظ في الفتح (٨/ ٢٧): إسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>