وقوله:{وَالأَنْعَامِ وَالحَرْثِ} الأنعام: الإبل والبقر والغنم، والحرث الأرض المتخذة للغراس والزراعة، ثم قال تعالى:{ذَلِكَ مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا}، أي إنما هذا زهرة الحياة الدنيا وزينتها الزائلة، {وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المَآَبِ}، أي حسن المرجع، ثم قال تعالى:{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ} أي قل يا محمد للناس الذين زين لهم حب الشهوات من النساء والبنين، وسائر ما ذكرنا: أأُخبركم وأُعلمكم بخير وأفضل لكم من ذلك كله؟ ! {لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}[آل عمران: ١٥]، أنهار العسل واللبن والخمر والماء، وغير ذلك مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. {خَالِدِينَ فِيهَا}، أي ماكثين فيها أبد الآباد، {وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}، أي من الدنس والخبث والأذى، والحيض والنفاس، وغير ذلك مما يعتري نساء الدنيا، {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ} أي يحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم بعده أبدًا، ولهذا قال تعالى في الآية الأخرى: ... {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ}[التوبة: ٢٧]، أي: أعظم مما أعطاهم من النعيم المقيم، {وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ}،
(١) صحيح البخاري برقم (٢٨٦٠)، وصحيح مسلم برقم (٩٨٧).