كما أن خلقها الظاهري عجيب، فإن من صفاتها وخلائقها وما جبلت عليه ما هو أعجب وأعجب، ومن خالطها أو استمع إلى ما يذكره أهلها عرف ذلك.
وقد جعلها الله آية معجزة لنبي من أنبيائه وهو صالح - عليه السلام -، قال تعالى: {وَيَاقَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (٦٤) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (٦٥)} [هود: ٦٤ - ٦٥].
والإبل بالجملة محبوبة لدى كثير من الناس لا سيما العرب، ومن حبهم لها وتعلقها بها أنهم يؤثروها على كثير من المحاب الدنيوية، ويدفعون عنها ويستميتون دونها، وعلى هذه المعاني يدل قول الله تعالى: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (٤)} [التكوير: ٤](١).
أما منافعها، فهي على سبيل الإجمال على قسمين:
القسم الأول: منافع دينية، وهي ما يتعلق بها من الأحكام الشرعية، فمن ذلك:
(١) العشار: هي الناقة العشراء، وهي التي مضى لها من حملها عشرة أشهر، وجمعها عشار، وكانت أنفس أموال العرب لقرب ولادتها ورجاء لبنها.