للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٩) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ}.

الدعاء بتلف مال من كان ماله سبب طغيانه وكفره وخسرانه، خصوصًا إن فضل نفسه بسببه على المؤمنين وفخر عليهم.

أن المسلم العاقل المقبل على كتاب ربه وسنة نبيه تدبرًا وفهمًا يدرك أن كل ما هو فيه من نعيم من صحة وعافية، ومن سعة رزق، وكثرة مال، بل حتى العلم والصلاح وغيره، إنما محض فضل من الله - عز وجل - لا بفضله ولا علمه، قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل:٥٣]، وقال تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء:١١٣]، ولذا كانت عاقبة قارون وخيمة عندما قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} [القصص:٧٨].

إن ولاية الله وعدمها إنما تتضح نتيجتها إذا انجلى الغبار وحق الجزاء، ووجد العاملون أجرهم {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (٤٤)} [الكهف:٤٤]، أي عاقبة ومآلًا» (١).

«أن الندامة لا تنفع إذا حان القدر، ونفذ الأمر الحتم» (٢).

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) تفسير الشيخ ابن سعدي - رحمه الله - ص ٦٢٠، وتدبر سورة الكهف للدكتور ناصر العمر ص ٨٠.
(٢) البداية والنهاية لابن كثير (٢/ ٥٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>