للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (٤٧)} [النساء:٤٧].

«قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، والسُدي، وغيرهم: هم أهل أيلة، زاد ابن عباس: بين مَدْين والطور، قالوا: وكانوا متمسكين بدين التوراة في تحريم السبت في ذلك الزمان، فكانت الحيتان قد ألفت منهم السكينة في مثل هذا اليوم؛ وذلك أنه كان يحرم عليهم الاصطياد فيه، وكذلك جميع الصنائع والتجارات والمكاسب، فكانت الحيتان في مثل يوم السبت، يكثر غشيانها لمحلتهم من البحر؛ فتأتي من ههنا وههنا ظاهرة آمنة مسترسلة، فلا يهيجونها ولا يذعرونها.

{وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ} وذلك لأنهم كانوا يصطادونها فيما عد السبت، قال الله تعالى: {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ} أي: نخبرهم بكثرة الحيتان في يوم السبت {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} أي: بسبب فسقهم المتقدم، فلما رأوا ذلك، احتالوا على اصطيادها في يوم السبت، بأن نصبوا الحبال والشباك والشصوص، وحفروا الحفر التي يجري معها الماء إلى مصانع قد أعدوها، إذا دخلها السمك لا يستطيع أن يخرج منها، ففعلوا ذلك في يوم الجمعة، فإذا جاءت الحيتان مسترسلة يوم السبت؛ علقت بهذه المصايد، فإذا خرج سبتهم أخذوها، فغضب الله عليهم ولعنهم؛ لما احتالوا على خلاف أمره، وانتهكوا محارمه

<<  <  ج: ص:  >  >>