في كثير من الناس، وخصوصًا الشباب، فإنه يرى منهم أول التزامهم نشاطًا شديدًا، وحرصًا ومثابرة على العبادات والطاعات، وحضور مجالس العلم والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر .. وغير ذلك.
الحقيقة الثانية: أن هؤلاء العباد -أو ما يسمون في زماننا هذا الملتزمون، أو شباب الصحوة- يحدث لبعضهم بعد ذلك النشاط والقوة ضعفًا وكسلًا، وتهاونًا وفتورًا، وهم في ذلك على مراتب:
المرتبة الأولى: من سلكوا حال فتورهم طريق الاستقامة، وذلك بلزوم السنة، وتجنب البدعة، وأحاطوا أعمالهم في أنفسهم وفي دعوة غيرهم بالتسديد والمقاربة، وسلوك الطريق الوسط الذي لا غلو فيه، ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط، ويعود السبب إلى توفيق الله لهم حال حدتهم وشرتهم إلى التمسك بأصول صحيحة ثابتة، إما كتب لأهل العلم من السلف الصالح وأئمة الهدى، أو طلب العلم على مشايخ وعلماء أهل فضل وسنة، أو رفقة صالحة قد هداهم الله إلى الصراط المستقيم بالحق يهدون وبه يعدلون، قال - صلى الله عليه وسلم -: «سدِّدُوا وقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا»(١).