للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي لا يكون للنفس منه نصيب باطنًا.

مظاهر الفتور العائد إلى الانحراف:

أن العظة والتذكير لا يؤثر فيهم وذلك لقساوة حدثت لقلوبهم، وران أطبق عليها بما كانوا يكسبون.

حبهم للجدل والمراء ومعارضة الحق، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ» ثُمَّ تَلَا: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨)} [الزخرف:٥٨] (١)، وفي التنزيل المبارك: {وَمَا كَانَ اللَّهُ قَوْمًا إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} [التوبة:١١٥].

تحليلهم لكثير مما كان حرامًا عندهم قبل نكوسهم، وكذلك العكس، وذلك بوقوعهم في الفتنة كما أخبر بذلك حذيفة - رضي الله عنه - حين سُئل: «كيف يعرف الرجل منا، هل أصابته الفتنة أم لا؟ فأجاب: إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؟ فلينظر، فإن كان رأى حلالًا كان يراه حرامًا، فقد أصابته الفتنة، وإن كان يرى حرامًا كان يراه حلالًا فقد أصابته» (٢).


(١) مسند الإمام أحمد (٣٦/ ٥٤٠)، برقم ٢٢٢٠٤، وقال محققوه: حديث حسن بطرقه وشواهده.
(٢) مستدرك الحاكم (٤/ ٤١٥) برقم ٣٤٤٨، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>