للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الزمخشري -عند قول الله تعالى عن داود وسليمان عليهما السلام: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا} [النمل: ١٥]: «في الآية دليل على شرف العلم، وأناقة محله، وتقدم حملته وأهله، وأن نعمة العلم من أجل النعم وأجزل القسم، وأن من أوتيه فقد أُوتي فضلًا على كثير من عباد الله» (١).

وروى البخاري ومسلم من حديث معاوية بن أبي سفيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ». قال ابن حجر - رحمه الله -: «ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين - أي يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع - فقد حرم الخير؛ لأن من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيهًا ولا طالب فقه، فيصح أن يوصف بأنه ما أريد به الخير، وفي ذلك بيان ظاهر لفضل العلماء على سائر الناس، ولفضل التفقه في الدين على سائر العلوم» (٢).

«الفائدة الأولى:

لابد لطالب العلم من مراعاة عدة أمور عند طلبه لأي علم من العلوم:

أولًا: حفظ متن مختصر فيه:

فإذا كنت تطلب النحو: فإن كنت مبتدئًا فلا أرى أحسن من


(١) الكشاف (٣/ ١٣٩).
(٢) فتح الباري (١/ ١٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>